3أيام في الجحيم: قصة جوناثان ميتز الذي قطع ذراعه لينجو من فرن منزله

3 أيام في الجحيم: قصة جوناثان ميتز الذي قطع ذراعه لينجو من فرن منزله

في صيف عام 2010، وبينما كانت الحياة تسير بهدوء في إحدى ضواحي ولاية كونيتيكت الأمريكية، كان قبو منزل صغير على وشك أن يتحول إلى ساحة صراع ملحمي من أجل البقاء لرجل واحد.

---

**المأزق: بداية الكابوس**

كان جوناثان ميتز، البالغ من العمر 31 عامًا، يقوم بأعمال صيانة روتينية للفرن (الغلاية) في قبو منزله. فجأة، وفي لحظة غادرة، علقت ذراعه اليسرى داخل الجهاز المعدني الثقيل بطريقة مروعة.

حاول جوناثان مرارًا وتكرارًا أن يحرر ذراعه، لكن كل محاولة كانت تبوء بالفشل. الألم كان لا يُحتمل، والحديد البارد لم يتحرك قيد أنملة. مع مرور الساعات، بدأ الخطر الحقيقي يظهر: بدأت ذراعه تتورم ويغمرها الخدر، لتتحول ببطء من عضو حي إلى عبء مميت يهدد حياته كلها.


**12 ساعة من العذاب.. وقرار مستحيل**

ظل جوناثان عالقًا في القبو المظلم والضيق لمدة اثنتي عشرة ساعة كاملة. كان يصارع الألم، العطش، وبدايات الاختناق، لا يسمع سوى دقات قلبه المذعورة وصوت المعدن الذي يسجن ذراعه.

مع كل دقيقة تمر، كانت رائحة غريبة تبدأ في التصاعد من ذراعه المحاصرة.. إنها رائحة التحلل. أدرك جوناثان أن ذراعه بدأت تموت، وأن الوقت ينفد، وأن الموت بات قريبًا جدًا.

هناك، في أحلك لحظات يأسه، أدرك أن النجاة لن تأتي إلا بقرار لا يمكن تصوره: **أن يقطع ذراعه بنفسه.**

---

**صراع البقاء: المنشار والسموم**

احتاج جوناثان إلى ست ساعات إضافية ليقنع عقله بالإقدام على هذا الفعل الصعب. قام بربط أعلى ذراعه بقطعة قماش كعاصبة بدائية لتقليل النزيف قدر الإمكان. ثم، أمسك منشارًا كهربائيًا صغيرًا كان بجواره، وبدأ يقطع ببطءٍ مروّع.

الألم كان يفوق كل وصف، لكنه تابع، مدفوعًا بإرادة البقاء، حتى وصل إلى منتصف العضد. أوقفه تدفق الدم المفاجئ عن إكمال المهمة.

كانت محاولة وحشية، لكنها كانت السبب المباشر في إنقاذ حياته. الجزء الميت من ذراعه كان قد بدأ يُطلق سُمومًا قاتلة في مجرى دمه، وهي حالة طبية تُعرف بـ **"انحلال الربيدات" (Rhabdomyolysis)** أو **"متلازمة الهرس"**، والتي تسبب فشلًا كلويًا حادًا وموتًا سريعًا. محاولته للبتر أبطأت هذا الانتشار.

خلال تلك الساعات المظلمة، فقد وعيه أكثر من مرة، ولكي يبقى حيًا، كان يشرب ما تسرب من ماء الفرن المتسخ مستخدمًا نعله كوعاء بدائي.

---

**الإنقاذ: 3 أيام من الانتظار**

مرت **ثلاثة أيام كاملة** وجوناثان في قبوه بين الحياة والموت.

أخيرًا، شعر أصدقاؤه بالقلق على غيابه المفاجئ وقاموا بإبلاغ الشرطة. وصل رجال الإنقاذ إلى المنزل ليجدوا المشهد المروع.

استخدم المسعفون أداة هيدروليكية ضخمة تُعرف بـ **"فكوك الحياة" (Jaws of Life)** — والتي تُستخدم عادة في حوادث السيارات لقص المعادن الصلبة — لفتح الفرن وتحرير ما تبقى من ذراعه.

تم نقله فورًا إلى مستشفى سانت فرانسيس، حيث أكمل الأطباء عملية البتر بطريقة جراحية آمنة.

---

**الشفاء والدرس الخالد**

أمضى ميتز أسابيع في المستشفى، خضع خلالها لعمليات ترميم وزرع عضلات استعدادًا لتركيب ذراع صناعية متطورة. وأكد الأطباء أن شجاعته وقراره الحاسم ببدء عملية البتر بنفسه، رغم وحشيته، هو ما أنقذ حياته، إذ لو لم يتصرف في الوقت المناسب، لكانت السموم قد قضت عليه.

بعد تعافيه، لم ينظر جوناثان إلى ما جرى ككارثة، بل كتجربة قاسية غيرت نظرته للحياة. لقد خرج من تلك الأيام المروّعة بدرس خالد:

> **أن الإنسان لا يعرف قوته الحقيقية إلا عندما يجد نفسه وحيدًا بين خيارين — أن يستسلم أو يقاتل حتى النهاية.**

**العبرة من القصة:**
في أقسى لحظات الحياة، تتكشف حقيقة الإنسان. فالشجاعة لا تعني غياب الخوف، بل القدرة على اتخاذ القرار الأصعب عندما يكون الأمل ضئيلاً، لأن الإرادة الصادقة قد تصنع المعجزة حتى في أحلك الظروف.

---

### كلمات مفتاحية (Keywords):
جوناثان ميتز، قصة نجاة، بتر الذراع، عالق في فرن، ولاية كونيتيكت، انحلال الربيدات، متلازمة الهرس، فكوك الحياة، قصص ملهمة، قوة الإرادة، الشجاعة، النجاة من الموت.

---

### المصادر (Sources):
- NBC News: "Conn. man stuck in furnace cut off own arm"
- CNN: "Man trapped in furnace saws off own arm"
- Hartford Courant: "West Hartford Man Who Cut Off Arm To Free Self From Furnace Tells Story"
- ABC News: "Man Saws Off Arm After Getting Stuck in Furnace for Days"

إرسال تعليق

أحدث أقدم
************************** **********************************************بسم الله الرحمن الرحيم********* ******************************************* .......................أهلا بكم زوار ومتابعين مجلة العظماء في موضوع جديد وحصري وأرجو أن تستمتعوا بوقتكم معا....................